الخميس، 23 أبريل 2009

هيدينك عاشق التحدّي يتطلّع للحلم الأوروبي


يصف كثيرون الهولندي غوس هيدينك مدرب تشلسي الإنكليزي ومنتخب روسيا لكرة القدم بأنه رجل المهمات المستحيلة، ويستند هؤلاء إلى الانجازات التي حققها مع الفرق والمنتخبات التي تولى الإشراف على تدريبها.

ربما من أجل ذلك أو أكثر "استعاره" الروسي رومان ابراموفيتش مالك نادي تشلسي من منتخب بلاده ليتولى الإشراف على الفريق اللندني بعد أزمات فنية كثيرة اجتاحت قلعة ستامفورد بريدج منذ رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو إلى إنتر ميلان الإيطالي مطلع الموسم الحالي, وفشل البرازيلي لويز فيليبي سكولاري في تغيير الواقع الفني لـ"البلوز".

ومن هذا المنطلق, كان القرار سريعاً فأعلن في الحادي عشر من شباط/فبراير الماضي عن تولي هيدينك مهمة تحقيق "الرغبات الشاقة"، وهو وصف أطلقته الصحافة البريطانية عن الأحلام التي لا تزال تراود ابراموفيتش منذ شرائه تشلسي ألا وهي الفوز بدوري أبطال أوروبا.

وعرف هيدينك بكثرة محطاته الكروية حتى أطلق عليه لقب سندباد المدربين، لكنه يتميز عن غيره بالنجاحات التي حققها حتى مع المنتخبات غير العريقة مثلما حدث في مونديال 2002 عندما قاد منتخب كوريا الجنوبية إلى احتلال المركز الرابع وهو الأفضل في تاريخ المنتخبات الآسيوية.

نجاح محلي

عندما حط هيدينك رحاله في ستامفورد بريدج لم يكن يخيّل لأحد أنه سيفشل في ضم تشلسي للائحة طويلة من النجاحات حققها مع منتخبات هولندا وكوريا الجنوبية واستراليا، وأندية ريال مدريد وفالنسيا وريال بيتيس الإسبانية وفنربهتشة التركي وايندهوفن الهولندي، قبل تحوله للإشراف على منتخب روسيا ليصبح المدرب الأجنبي الأول الذي يقوده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991.

ومنذ المهمة الأولى في الحادي والعشرين من شباط/ فبراير، استعاد تشلسي بعضاً من وهجه في الدوري الإنكليزي, وإن كان الحلم باللقب قاب قوسين أو أدنى من التبخّر, (بعد تعادل تشلسي مع ايفرتون أمس سلباً) فهو لم يخسر سوى في مباراة واحدة من أصل سبع لعبها تحت قيادته وجاءت أمام توتنهام بهدف في المرحلة الثلاثين، وهي الوحيدة للأزرق أيضاً في 13 مباراة في مختلف المسابقات.

ويحتل تشلسي المركز الثالث في الدوري الإنكليزي برصيد 68 نقطة من 33 مباراة بفارق ثلاث نقاط عن ليفربول الثاني وست نقاط عن مانشستر يونايتد المتصدر والذي يملك مباراة مؤجلة.

;lh انعكس وجود المدرب الهولندي إيجاباً على الفريق في مسابقة كأس إنكلترا فتمكن من بلوغ المباراة النهائية حيث سيواجه ايفرتون في 30 أيار/مايو المقبل. وأخرج تشلسي خصماً قوياً من الدور نصف النهائي وهو ارسنال بفوزه عليه بهدفين مقابل هدف.

التألّق الأوروبي

لكن التألق الأبرز والذي يهم الملياردير الروسي هو وصول الـ"بلوز" إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وضرب هيدينك ضربته بإخراج يوفنتوس الإيطالي من الدور ثمن النهائي، وليفربول الإنكليزي من ربع النهائي والذي لطالما وقف بوجه طموحات تشلسي الأوروبية.

لكن المشوار لن يكون سهلاً إذ يتعين على هيدينك وفريقه مواجهة برشلونة الإسباني أحد المرشحين للفوز باللقب قبل التفكير بالوصول إلى المباراة النهائية. ويلعب الفريقان في 29 نيسان/ابريل الحالي ذهابا على ملعب نوكامب قبل أن يتواجها إيابا في 5 أيار/مايو المقبل في لندن.

تجدر الإشارة إلى أن مانشستر يونايتد وارسنال الإنكليزيين سيلعبان في الدور ذاته في 28 نيسان/ابريل و6 أيار/مايو.

وإذا ما استطاع هيدينك العبور من النفق الأصعب وبلوغ المباراة النهائية، فإن بإمكانه أن يبدأ بالتفكير بوداع لائق فيما لو تمكن من قيادة تشلسي لمنصة التتويج مرتين خلال 4 أيام فقط، الأولى في النهائي الأوروبي في 27 أيار/مايو في روما والثانية في كأس إنكلترا في 30 منه على ملعب ويمبلي.

وسبق لغوس هيدينك أن أحرز اللقب الأوروبي مع ايندهوفن الهولندي عام 1988 على حساب بنفيكا البرتغالي بركلات الترجيح، وسيحاول تكرار الأمر نفسه مع تشلسي والذي كان قريباً من تذوق التتويج في العام الماضي لكنه خسر بركلات الترجيح أمام مانشستر يونايتد (5-6) بعد تعادل الفريقين في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل منهما.

وسيعود الهولندي إلى عمله مدربا لمنتخب روسيا من أجل متابعة مسيرته نحو التأهل إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.

ويحتل المنتخب الروسي المركز الثاني في مجموعته خلف ألمانيا برصيد 9 نقاط من أربع مباريات، ويريد هيدينك أن يكرر النجاح الذي حققه في كأس أوروبا 2008 في سويسرا والنمسا بقيادته الروس إلى نصف النهائي بعد إبعاده منتخب بلاده من الدور ربع النهائي رغم أن الترشيحات كانت تؤهل المنتخب الهولندي للفوز باللقب. ثم خسرت روسيا أمام إسبانيا 0-3 في دور الأربعة بعد أداء رائع خلال مجريات البطولة.

تجدر الإشارة إلى أن ابراموفيتش يساهم في مساعدة الاتحاد الروسي لكرة القدم على دفع مستحقات هيدينك السنوية والبالغة 4,5 ملايين يورو والمرتبط بعقد حتى نهاية مونديال 2010.

ولم يقفل هيدينك الطريق أمام عودته مجددا لتدريب تشلسي عندما قال "إنه أفضل سيناريو بالنسبة لي. من الممكن أن أفوز ببطولتين وعندها سأقول للجميع إلى اللقاء لأنني سوف أعود إلى هنا يوماً ما".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق